غيَّر الإسلام مفاهيم العرب الذين كانوا يرون البنت حملاً فادحاً كانوا يرونها نوعا من الذل والعار فكانوا بين أن يبقوا عليها على كره لها ومضض منها وترقب لموتها أو يفزعون فيئدونها.
تغيرت مفاهيم هؤلاء العرب بفضل الإسلام، فقد حدثوا أن أعرابياً دخل على معاوية بن أبى سفيان، وعنده بنت له يلاعبها، فقال انبذها عنك يا أمير المؤمنين فوالله إنهن يلدن الأعداء ويقرن الأعداء ويؤدين الضغائن فقال معاوية: لا تقل، فما ندب الموتى ولا تفقد المرضى ولا أعـان على الحزن مثلهن ولقد سن العرب في جاهليتهم باتقاد الغيرة حتى جاوزوا بها طورها ومتى قادت فريقاً منهم إلى قذف زوجته في عرضها فرفعوا خصومتهم واحتكموا في أعراضهم إلى فريق الكهان والكواهن، فقطع ذلك الإسلام إلا أن تكون على علم وبينة وجعل عقوبة قاذف المحصنات ثمانين جلدة، ولا تقبل له شهادة أبدًا.
ولذلك تحامى المسلمون مواطن الظن، ومداحض التهم حتى عدوا الاعتناف من الغيرة سمة من الحمق لا يستحق صاحبها أن يسود أو يطاع وذم كثير من المسلمين التورد في الغيرة وتوجيه الريب والظنون إلى المرأة والأمثلة كثيرة..جاء الإسلام ومنع ما كانت عليه الجاهلية وطالب بالبينة وعاقب القاذف كما سلف.
وحرم الإسلام على المسلم أن يسبى مسلمة مهما عصفت بالقوم عواصف الفتن وفرقتهم شعب الأهواء، فأزال بذلك أشد مواطن الروع والفزع في حياة المرأة العربية فأصبحت ناعمة في دارها، أمنة في تربها مبتهجة بين عشيرتها بعد أن كان القاهر يستبيح حمى المقهور ويستاق نساءه حواسر الرءوس بين ذل الغربة وعار السبى ومن حسنات الإسلام على المرأة المسلمة: إن كانت النساء لا يئول لهم من الميراث شيء في الجاهلية وجاء الإسلام فاختص النساء بنصيب مما ترك أهلها فذلك قوله تعالى: ﴿لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا ﴾ ( ).
وقد ضرب النبي ﷺ المثل الأعلى في معاملة المرأة فكان يوصى بأن خير الناس هو خيرهم لأهله أي لزوجته وأنهﷺ خير الناس بزوجاته، كما حث الإسلام على حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلب مرضاته وإتباعها مواقفه كما أمر الرجال على أن يكون أتم ما يكون من الرحمة والرفق وأن لا ينشق عليهن ولا يكلفهن فوق ما تحتمل نفوسهن.
وأما المرأة المسلمة في الحياة العامة فعلاوة على تدبير المنزل والشئون الخاصة بها كانت تسير مع الرجال جنبا لجنب في ساحات الوغى وتحت ظلال السيوف تروى ظمأه وتأسو جرحه وتجبر كسره وترقأ دمه وتثير حميته وتهيج حفظيته وربما غشيت حر القتال واصطلت جمرة الحرب وصالت بين الصفوف فكانت للمرأة المسلمة مواطن صادقات ومواقع صالحات.
ولنستمع إلى كلمات الأستاذ الدكتور / محمود حمدى زقزوق عندما جاء الإسلام كانت الأوضع التى تعيش المرأة في ظلها أوضاع سيئة فلم يكن لها حقوق تحترم أو رأي يسمع فاشتملها الإسلام من هذه الأوضاع السيئة وأعلى مكانتها ورفع عنها الكثير من الظلم الذى كانت تتعرض له وجعلها تشعر بكيانها كإنسان مثل الرجل سواء بسواء، وضمن لها حقوقها المشروعة واسقط عنها تهمة إغواء آدم في الجنة بوصفها أصل الشر في العالم وبين أن الشيطان هو الذى أغوى آدم وحواء معاً يقول القرآن الكريم: ﴿فَأَزَلَّـهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ﴾ ( ).
لكن الوضع المتدنى للمرأة في بعض المجتمعات الإسلامية يرجع إلى الجهل المنتشر في هذه المجتمعات وليس نتيجة لتعاليم الإسلام ( ).
الموضوع له تكملة من أراد التكملة فليرسلنى على على الموقع أو الإيميل
mamdouh_10_10@yahoo.com