ازواج ماتت وستموت

فى رحلة الحياة الطويلة القصيرة قابلت ازواجا سعداء وآخرين تعساء . وتكلم كل
واحد منهم معى بصدق وكأنه جالس على كرسى الاعتراف .

وانا بصراحة بعترف انى مهتمتش اوى بالازواج
السعداء فقد كان اهتمامى منصبا على هؤلاء الذين يعانون من حالة الجفاف العاطفى
والحياتى بهدف الوصول الى تصور واضح عما يمكن تسميته بالسعادة الزوجية .

أن التعرف على مصادر الالم قد يساعدنا على
تجنبه او على الاقل تخفيفه والظلام الحالك قد يجعلنا اكثر استمتاعا بضوء النهار .
كما ان اكتشاف مصادر التعاسة عند الاخرين قد يجعلنا اكثر حرصا على اسعاد هؤلاء
الذين اختارهم القدر او اخترناهم احنا لمعاشرتهم .

وعشان كدة هحاول اكتبلكو الحكاوى بتاعة كل
واحد فيهم وعايز اشوف ردكم عليها كلها انا هكتبلكو كل قصة لوحدها تحت مسمى هختاره
انا للحكاية بعد اذنكو طبعا

we'll wait .but, belive me whatever u try to be better than any husband u'll commits a mistake

اول يا بوتر0احنا مستنين منك القصص دية كلها وان شاء اللة ردنا يفيد ويكون صح

الزوج الاول : زوجتى والبطاطس

ده اول زوج بيحكى بصو ياجماعة بيقول ايه ::

انتهت التمثيلية التليفزيونية ومفيش ثوانى
ظهرت بنت باهرة الجمال بتقدم اعلان عن البطاطس المقلية المعباة فى كياس بلاستك
انيقة وبيقولك مرة واحدة صرخت صرخة اهتزت لها جدران البيت وبعدها اغشى على .

طبعا الناس حاولو فاشلين فى افاقته لكن على
مين شمموه بطاطس بقى عشان يفوق المهم راح المستشفى قريبة وهناك احاط به فريق من
امهر الاطباء تمكنو بعد جهود جبارة من افاقته .

وبدا يتكلم فى ضعف ويقول فى العام الماضى
ظهرت حلة فى السوق بتقلى كل شىء فى سرعة واتقان وفيها فلتر عشان ابخرة الزيت
المقلى ده الاعلان كان بيقول كدة طبعا المدام مسكتتش الحت عليا انى اشتريها لان
الولاد بيحبو البطاطس المقلية والحلة دى هتساعدها وهتقتصدلها فى كل حاجة والوقت وبكدة
هتلاقى وقت تصرفه فى العناية بى شوف الكلام استسلمت طبعا فى النهاية واشتريت الحلة
.

كانت فعلا حلة غريبة مليانة اجهزة صغيرة
معقدة وازرار ومفاتيح ومؤشرات وعلامات خضرا وزرقا وصفرا طبعا المدام فرحت جدا
بالحلة والبيت بقى كله سعيد جدا لدرجة انى فكرت احتفل باليوم ده السنة الجاية
واسميه عيد الحلة .

تحولت فرحتنا جميعا لنكد وغم ثقيل واحنا
بنجرب الحلة لاول مرة قال ايه فيه خطا فى تكنولجيا الحلة يجعلها تقلى البطاطس فى
وقت اطول من المقلاة العادية

بيقولك استعان بواحد صاحبه يجيد اللغة
الالمانية وصاحبه قاله النبا المفزع الفلتر عمل بطريقة عكسية لان مؤشر التنقية
لازم يوصل للعلامة الخضرا ومؤشر القلى لازم يوصل للعلامة الزرقا ولازم البطاطس
تتشال قبل ما المؤشر يوصل للعلامة الحمرا بعلامتين وكل ده مش هيحصل غير

بشعلة بوتاجاز قوي مش موجودة فى البوتاجاز
القديم من الاخر جبت بوتاجاز جديد واتفرج ياعم عمرو المنحوس منحوس الوتاجاز طلع
كبير على باب المطبخ مرديش يدخل المهم حطناه فى الصالون وطبعا بقينا ناكل كل حاجة
مقلية بطاطس سمك لحمة رز وكمان الفول

بدات تواجهنى كوابيس ارى بها كل شىء مقليا
الشوارع البيوت الاتوبيسات الجبال والوديان والحقول والانهار والمحيطات هذا
البوتاجاز كان وجوده فى الصالون بيحسسنى انه هيفضل يقترب منى شيئا فشيئا لابد من ادخاله
المطبخ مهما كان الثمن وبعد عمليات بحيث مضنية تدخل فيها وزير الاشغال شخصيا رضى
احد المقاولين تولى عملية توسيع باب المطبخ وطبعا طلب مبلغ كان يكفى منذ عدة سنوات
لبناء فيلا .

بعد ما دخلنا البوتاجاز الحمد لله طلبت زوجتى
من المقاول ان يترك باب المطبخ متسعا لكى نتمكن من ادخال فيما بعد من ادخال
الثلاجة الحديثة الكبيرة اللى طبعا بدات حملة الاعلانات تظهر بالسوق والتى تنوى
شرائها قريبا او اكراهى على شرائها قريبا ليه بقى الثلاجة بيقولك فيها ميزة ان
فيها مكان يتحط فيه الحاجات المقلية وتحتفظ بها دافئة بينما كل شىء بارد حولها ده
الاعلان بيقول كدة .

جت الثلاجة حمد الله على السلامة واتضح ان
المطبخ مش هيساعها هى والبوتاجاز مع بعض وخرج البوتاجاز تانى للصالة وعليه الحلة
اللعينة .

طبعا بدات اتردد على اطباء اعصاب وعلاج نفسى
لانى بدات تنتابنى حالات رعشة شديدة لمجرد سماع كلمة بطاطس اما رؤيتها فقد كانت
تصيبنى بحالة هبوط شديد واغماء .

حدثت الكارثة عندما دخلت على زوجتى فوجدتها
تمسك بمجلة وتقولى وهى فرحانة تصور لقيت اعلان جذاب عن حلة تقلى البطاطس وتسلقها
ايضا لا اذكر ما حدث بالظبط او كيف حدث فتحت نوافذ الشقة واخذت القى بكل اثاث
المنزل الى الشارع مبتدئا بالحلة طبعا .

انتقلت زوجتى والاولاد الى بيت ابيها وانتقلت
انا الى المستشفى بواسطة الجيران الطيبين استغرق علاجى عاما كاملا حتى سمح لى
الاطباء بالخروج كنت فاكر نفسى خفيت خلاص من عقدة البطاطس بس الاعلان الاخير اللى
شفته معاكو اثبت انى مازلت اعانى من نفس المرض .

تركته حزينا وغادرت ..

انا بقى تخيلت انى رجعت تانى بعد يومين لقيته
ميت قالت لى الممرضة انه قد مات من خمس دقائق فقط بهبوط حاد مفاجىء فى القلب لا
يعرف له الاطباء سببا وبعدها خرجت من المستشفى حزينا لما عرفت السبب الممرضة كانت
ماسكة كيس صغير انيق من البلاستيك الملون نلىء برقائق البطاطس المقلية كانت
تقرقشها فى استمتاع المسكين مستحملش المشهد من انسانة المفترض فيها انها من ملائكة
الرحمة .